الخميس، 27 أغسطس 2009

الرَوْضَة ....

"ربيع التنهاة" بوساطة معضاد

"هي كائن حي متكوّن من كائنات..
هي لوحة مزركشة تلهب الحواس..
هي منجى وملاذ ومجلس عامر مرحِّبٌ بضيوفه..
هي مكان ابتدائي ومنتهاي..
....... هي الرَوْضَة.
"



لماذا "الرَوْضَة" ؟؟

هي روضة.. وليست غابة صنوبر وأزْر سامقة متعالية, وليست غابة مداريّة مزدحمة صاخبة, وليست حقل أرز منتج مثخن, أو حشائش استبس واسعة الرقعة جافة المضمون. هي مجموعة من "عرين" كبير تجمّع في منخفض من الأرض محاولاً بيأس ان يصل إلى المياة الجوفية ليشرب من مائها, ولكنه لايصل غالباً... هي روضة لأنها أصيلة, خيّرت بين أراضي الأرض فاختارت الجدب منه, موقنة أن الجمال حين يظهر في أصل الجدب يصبح سيد الجمال ودرّته.

هي الروضة لأنها تحيا حين يكون السيل, الحبل السرّي لها كما هو عند الجنين. تموت رَوضتي ردحاً من الزمن ثم تُبعث من مرقدها حين تنتصب من فوقها المزون العظام, لتنثر عليها هباتها الغالية وتلبسها أحلى الملابس متزيّنة لعريسها, وعريسها” أنا “في كل الروايات والاسانيد. ياه ليت شعري ما أجمل تنفّس الصباح عليها وصوت غناء الطيور في أطرافها, ما أجملها وقد تبللت بشيء من الرذاذ.. باعثة بذاك شيئاً من عطرها المُسكِر!

جفافها كثير وحياتها قصيرة.. حين تحيا أحاول أن أكون دائماً في وسطها, لأنهل من جمالها شيئاً؛ وكلّما أصير في معيّتها.. آتي إلى قلمي لأجده قد أمتلأ حبراً, متزوّداً بزادٍ منها ليكتب شيئاً بحبرها الحي! سأكون هنا -في هذه المدونة- حين تُزهِر أزهار السدر في روضتي اللتي ارتضيتها وطناً لي.


روضتي هي عقلي حينما يصفو خليلاً مع قلبي, حينما يلتم الطرفان ذات صفاء عقلي واطمئنان قلبي مع بعضهما؛ فيصب القلب سيله على عقلي ..... لتكون روضتي!

السبت، 15 أغسطس 2009

"بسمك اللهم" .. أبدأ روضتي ..
هنا ..
ستنبت أشجار السدر والسمر..
وسينبت الخبيز والشبرم والشيح والنفل والبَخَتري ..
هنا ستنوح الورقا كل يوم..
وسيتنفّس الصبح على روضتي ..
لتظهر من حسنها الذي دفنته الليالي.